بدأ العمل في إنشاء المتحف المصري الكبير في مايو 2005، ذلك المشروع الطموح الذي يهدف إلى إنشاء واحد من أكبر وأهم المتاحف على مستوى العالم. تم وضع خطط شاملة لتأهيل الموقع وتجهيزه لاستيعاب مجموعة واسعة من الآثار المصرية القديمة، بالإضافة إلى تصميم المتحف بشكل يتماشى مع التراث الثقافي الغني لمصر.
في عام 2006، تم إنشاء أكبر مركز لترميم الآثار في منطقة الشرق الأوسط داخل الموقع، والذي يُعَدّ منارة للعلم والحفاظ على التاريخ. يلعب هذا المركز دورًا حيويًا في ترميم وصيانة الآثار، مما يضمن أنها ستظل محفوظة وتتاح للزوار لتجربتها والاستمتاع بتاريخها العريق.
تتجاوز مساحة المتحف 300 ألف متر مربع، مما يجعله من أكبر المتاحف المخصصة لحضارة معينة في العالم. تم الانتهاء من بناء المبنى الرئيسي للمتحف في عام 2021، حيث تم استخدام أحدث معايير التصميم المعماري، متضمنًا عناصر تعكس جماليات الموقع التاريخية وتعزيز الطابع العصري.
احتفل المتحف بافتتاحه جزئيًا للجمهور في 16 أكتوبر 2024، حيث اشتمل هذا الافتتاح على العديد من المعالم الرئيسية مثل البهو العظيم والدرج الكبير، بالإضافة إلى عدد من قاعات العرض المؤقتة. وعرض خلال هذا الافتتاح مجموعة مميزة من القطع الأثرية، بما في ذلك المقتنيات الشهيرة من تراث الملك توت عنخ آمون، التي تمثل جزءًا حيويًا من الثقافة الإنسانية. هذا العرض يُعتبر تجسيدًا لتراث ثقافي فريد يُعرض لأول مرة في تاريخ المتاحف.
المتحف المصري الكبير يُعتبر أكثر من مجرد منشأة للعرض، فهو وجهة ثقافية وسياحية متكاملة تضم أكثر من 100,000 قطعة أثرية. يهدف المتحف إلى تقديم تجربة تعليمية غنية للزوار من خلال تجارب تفاعلية ومعارض مبتكرة، مما يسهم في تعزيز الحوار الثقافي مع العالم ويعزز مكانة مصر كمركز ثقافي رائد.
يمثل المتحف المصري الكبير جزءًا أساسيًا من رؤية الدولة لصون التراث الإنساني وتقديمه للعالم، حيث يجسد مزيجًا فريدًا بين عراقة التاريخ وجمال التصميم المعاصر. يُعتبر المتحف من أبرز المنارات الحضارية التي تعزز الوعي الثقافي وتساهم في تعزيز السياحة الثقافية في مصر، مما يتيح للزوار فرصة التعرف على الحضارة المصرية القديمة في سياق تعليمي وترفيهي فريد.
وفقًا لأحدث التحديثات، يُتوقع أن يتم الافتتاح الرسمي الكامل للمتحف في 1 نوفمبر 2025، بعد إغلاقه مؤقتًا للاستعداد لهذا الحدث الكبير.
المتحف المصري الكبير